وانفتح لسانه وساعده من التوفيق بيانه حتى قعد للتذكير وعفى على من كان قبله بطريقته، وتيسّر له إدراج المعاني الدقيقة والاشارات الرقيقة فى الفاظه الرشيقة بحيث لم يعهد قبله مثله، وظهر كلامه وقبوله، ولم يزل يترقى وتصعد أشباره رصه [كذا] وانتظام أمره إلى ان صار منمذكورى الزمان، ومشهورى المشايخ.
وعاد بعد ذلك إلى نيسابور، وعقد له المجلس، واجتمع عليه الطائفة ووقع كلامه فى القلوب.
وأحضر ولده الإمام أبا المحاسن نيسابور لسماع الحديث وسمّعه الكثير، من ذلك متفق الجوزقى، سمعته معهم من الشيخ أحمد بن منصور بن خلف المغربي بقراءة عمر بن أبى الحسن الدهستاني.
وعاد إلى طوس واتفق له سفرات إلى البلاد وإلى مرو، وقبول عند الصاحب نظام الملك خارج عن الحد، وكذلك عند الكبار.
وسمعت من أثق به ان الصاحب خدمه بنفسه بانواع من الخدمة تعجب الحاضرون منه وأكرمه، وكان ينفق ما يفتح له من الارفاق على الصوفية، وما كان يدّخر الكثير وكان مقصدا من الاقطار للصوفية والغرباء والطارئين بالارادة و [كان] لسان الوقت.
توفى [بطوس] فى شهر ربيع الآخر سنة سبع وسبعين وأربعمائة وهو ابن اثنين وسبعين سنة.
سمع بنيسابورى عن الاستاذ ابى منصور البغدادي وابى حسان المزكي وابى حامد الغزالي وابى بكر المفيد وابى عبد الله [محمد بن عبد الله بن] بن باكويه الصوفى، وبعد ذلك من المتأخرين كابن مسرور وأبى/ ١٢٢/ أ/ الحسين والكنجروذي والبحيرية وغيرهم من مشايخ طوس وخرج له الاربعين والفوائد وقرى عليه.