وطبعا، شدا طرفا في صباه بطوس من الفقه على الإمام أحمد الراذكاني.
ثم قدم نيسابور مختلفا الى درس إمام الحرمين في طائفة من الشبان من طوس، وجد واجتهد حتى تخرج عن مدة قريبة وبذّ الأقران وجمل الأقران [كذا] وصار انظر زمانه وواحد أقرانه في أيّام إمام الحرمين، وكان الطلبة يستفيدون منه، ويدرّس لهم ويرشدهم، ويجتهد في نفسه وبلغ الأمر الى أن أخذ في التصنيف.
حج ثم دخل الشام وأقام في تلك الديار قريبا من عشر سنين، ثم عاد الى وطنه، لازما بيته، مشتغلا بالتفكر، ملازما للوقت مقصودا لكلّ من يطلبه.
ومما نقم عليه ما ذكر من الالفاظ المستشنعة بالفارسية في كتاب (كيمياء السعادة والعلوم) وشرح بعض الصور والمسائل بحث لا يوافق مراسم الشرع وظواهر ما عليه قواعد الإسلام وكان الاولى به- والحق أحق ما يقال- ترك ذلك التصنيف والاعراض عن الشرح به.
وقد سمعت أنه سمع من سنن أبي داود السجستانى عن الحاكم أبي الفتح الحاكمى الطوسى وما عثرت على سماعه. وسمع من الأحاديث المتفرقة اتفاقا مع الفقهاء فممّا عثرت عليه ما سمعه من كتاب مولد النبى (ص) من تأليف أبي بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم الشيباني رواية أبي بكر أحمد بن محمد بن الحرث الأصبهاني عن أبي محمد بن حيّان عن المصنف وقد سمعه الغزالى من أبي عبد الله محمد بن أحمد الخواري خوار طبرانمع ابنيه عبد الجبار وعبد الحميد، ومن ذلك ما قال:
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد الخواري أخبرنا أبو بكر بن الحرث أنبأنا أبو محمد بن حيان أنبأنا أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم حدّثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي حدثنا عبد العزيز بن ابى ثابت، حدثنا الزبير بن موسى عن ابي الحويرث قال: سمعت عبد الملك بن مروان يسأل قباث بن أشيم الكناني: أنت أكبر أم رسول الله (ص) فقال: رسول الله اكبر منى وانا أسن منه. ولد رسول الله (ص) عام الفيل.
وتمام الكتاب فى جزءين مسموع له.
وكانت خاتمة امره اقباله على طلب حديث المصطفى (ص) ومجالسة أهله ومطالعة الصحيحين للبخارى ومسلم اللذين هما حجة الاسلام.
ولو عاش لسبق الكل فى ذلك الفن بيسير من الأيام ولم يتفق له الرواية.
[ولد سنة خمسين وأربعمائة وقيل احدى وخمسين بالطابران] ومضى يوم