"خلجان" ساعدت اليمنيين على جعلها موانئ صالحة لإيواء السفن ومنها عدن وفانا "حصن الغراب" وظفار ومسقط.
وكانوا يأتون من الهند بمواد التجارة، وفي مقدمتها المعادن الثمينة والأقمشة الحريرية الثمينة المنسوجة والتوابل والأفاوية، ويفرغونها في ميناء مسقط بعمان. ثم تحملها قوافلهم عبر طريقين رئيسيين:
١- الطريق الأول: يسير من عمان أو حضرموت ويتجه شمالا عبر بادية الدهناء حتى يصل إلى الخليج العربي ويمر بمرفأ "جرها Gerha" "العقير حاليا" ثم ينعطف غربا فيخترق نجد حتى يصل إلى الحجاز بتيماء ثم بودان "العلا" حيث يتسلم خفارة القوافل المديانيون والآدوميون والأنباط، ويعرجون بها إلى مكة وينبع والمدينة المنورة ومنها إلى البتراء فمعان، حيث تتفرع الطرق إما شمالا إلى فينيقية وفلسطين فتدمر وإما غربا إلى مصر.
٢- الطريق الثاني: ويبدأ من مسقط إلى حضرموت ثم إلى مختلف حواضر اليمن، ويسير شمالا حتى خليج العقبة، مارًّا بمحطات مهمة مثل مكة ويثرب. ومن خليج العقبة يسير إلى البتراء فمعان التي كانت مستعمرة للمعينيين ثم للسبئيين من بعدهم. ومنها يتفرع إلى الاتجاهات نفسها التي يتفرع إليها الطريق السابق.
وأحيانا كانت سلع اليمن التجارية تتبع طريقًا آخر هو الطريق البحري عبر باب المندب حتى ساحل مصر الوسطى، إذ تصل السفن إلى وادي الحمامات، ومنها تحمل على الدواب إلى المدن المصرية, غير أن الطريق البري كان أسهل وأسلم وأكثر استعمالًا.
وكان لليمنيين على طول هذه الطرق محطات تحتوي على جميع المعدات والوسائل التي تؤمن راحة المسافرين, ويرافق القوافل البرية رجال من أهل البادية يخفرونها.