للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٥- الموالي:

وهناك أيضا الموالي، ويرجعون إلى مصدرين: أولهما: أن الرقيق عندما يعتق يصبح من الموالي إذا أراد البقاء في القبيلة. والثاني: أن يلتجئ فرد من إحدى القبائل إلى قبيلة أخرى بسبب خلع قبيلته له، فيعتبر مولى من مواليها، ويطبق عليه التقليد المعروف باسم "الجوار" وهو إما جوار ضد عدو معين، أو جوار عام. وفي هذه الحالة يصبح للمستجير ما لأفراد القبيلة من حقوق، من حيث حمايته والأخذ بثأره إذا قُتل، ويطلق عليه اسم "حليف"١. وقد يصل الأمر بالمجير أن يقتل أعز الناس إليه إذا قتل حليفا مستجيرا، كما فعل أوفى بن مطر المازني الذي قتل أخاه؛ لأنه فتك غيلة بمستجير به، طمعًا في زوجته الجميلة التي كانت ترافقه.

وقد ينزل رجل صريح من غير الحلفاء على زعيم قبيلة فيصبح حليفه، ويعقد بين الاثنين عهد وميثاق يشهد عليه الملأ, وينص على بنود تقول: "دمي دمك، وثأري ثأرك، وحربي حربك، وسلمي سلمك، ترثني وأرثك، وتطلب بي وأطلب بك، وتعقل عني وأعقل عنك"٢.

وللحليف واجبات: ألا يسيء ماديًّا أو معنويًّا إلى القبيلة المجيرة وإلا خلعته، وتحللت من التزاماتها نحوه. ومع ذلك لم يكن للحليف منزلة كمنزلة أبنائها الصرحاء؛ ذلك أن ديته نصف دية الفرد الصريح منها.


١ في لسان العرب: الحليف هو من انضم إلى شخص, فعز بعزه وامتنع بمنعته.
٢ أحمد إبراهيم الشريف: المصدر نفسه، ص٤٣-٤٤، اقتباسًا من جامع البيان.

<<  <   >  >>