وكانت في بني هاشم، وقد تولاها منهم, بعد هاشم، أخوه المطلب إلى أن بلغ ابنه عبد المطلب سن الرشد فتولاها بعد عمه، ثم أبو طالب بن عبد المطلب. وهي تقضي بإطعام الحجاج طعامًا تخرجه قريش من أقواتها في كل موسم، فيأكله من لا يحمل زادا من الحجاج، أو من كان معوزا منهم. وكان المقدار الذي يدفعه القرشيون من أموالهم لهذه الغاية مما يتناسب مع ثروة كل منهم، فكان هاشم يشتري بما يجتمع لديه منه دقيقًا، ويأخذ من كل ذبيحة، بدنة كانت أو بقرة أو شاة، فخذها فيجمع ذلك كله، ثم يحزر به الدقيق ويُطعمه الحاج. وقد استمر خلفاء هاشم في تقديم الرفادة للحجاج، وفعل الرسول مثلهم، وقلده في ذلك الخلفاء الراشدون، ومن أتى بعدهم من خلفاء١.
١ الفاسي: شفاء الغرام في أخبار البلد الحرام، ٢/ ٨٨-٨٩.