وهي حجابة الكعبة والإشراف عليها، إذ توضع مفاتيحها في عهدة رجل يتولى فتحها للحجاج عند القيام بمناسك الحج الموسمية، وهو الذي يأذن للناس بدخول الكعبة، ولا تقام الشعائر إلا بمعرفته. وكانت السدانة في أيدي بني عثمان بن عبد الدار وظلت في يدهم حتى فتح مكة وإسلام قريش١. أما صاحب العقد الفريد فقد جعل السدانة والحجابة منصبينِ، والأصح في نظرنا أنهما منصب واحد.
١ كانت عند فتح مكة في أيدي أولاد أبي طلحة عبد الله بن عبد العزيز بن عثمان بن عبد الدار، حتى إذا فتحت مكة أخذ الرسول المفتاح من متسلمه، وفتح به الكعبة ودخلها. ولما خرج دعا عثمان بن طلحة من بني عبد الدار، وكان قد أسلم مع خالد بن الوليد في عام ٧هـ بعد أن قصد الرسول والمسلمون الكعبة للعمرة, فسلمه مفتاحها قائلا: "خذوها يا بني أبي طلحة بأمانة الله سبحانه وتعالى، فاعملوا فيها بالمعروف خالدة تالدة, لا ينزعها من أيديكم إلا ظالم". "الفاسي: شفاء الغرام في أخبار البلد الحرام، ٢/ ٨٧".