هناك طرق مختلفة للبيع والشراء عرفت في الجاهلية, وبعضها يبدو على شيء من الغرابة، بحيث لا يختلف عما هو معروف لدينا الآن باسم "الحظ واليانصيب" وقد أبطلها الإسلام إثر قيامه, ولعل أشهرها طريقة بيع الحصاة التي كانت معروفة في سوق دومة الجندل. وتتم على أشكال مختلفة، كأن يقول البائع للمشتري: ارمِ هذه الحصاة على أي ثوب وقعت فهو لك بكذا من الدراهم, أو أن يعترض المشتري قطيعًا من الغنم فيقول له صاحبه: ارم حصاة "فأية شاة أصابتها فهي لك بكذا", أو أن يبيع رجل من أرضه بقدر ما تنتهي إليه رمية حصاة بكذا من النقود, أو أن يقبض على كف من الحصى ويقول: لي بكل حصاة درهم ثمنًا لكذا من الأشياء أو السلع التي يبيعها, أو أن يجتمع نفر على سلعة يساومون صاحبها عليها، فأيهم رضي ألقى حصاته فيقع عليه البيع١.
ومنها بيع الملامسة وذلك بأن يأتي البائع بثوب مطويٍّ نهارًا أو في ظلمة، فيلمسه المستام، فيقول له صاحب الثوب:"بعتكه بكذا بشرط أن يقوم لمسك له، مقام نظرك، ولا خيار لك إذا رأيته"، فلا يقلب المشتري الثوب لا ليلا ولا نهارا.