أما الديانة النبطية فهي من النوع الوثني المنتشر آنذاك في الجزيرة العربية، ويحمل بعض آلهتها نفس أسماء الآلهة التي كان عرب الشمال يعبدونها مثل "اللات" -وهي أنثى- وترمز إلى القمر، و"مناة" آلهة المنية أو الموت، و"العزى" و"هبل". ومن آلهتهم ما كان يُعبد عند الآراميين في الشام مثل "أتارغاتس" وتعتبر إلهة الحبوب وأوراق النباتات والثمار والسمك. ومنها ما كان يقابل آلهة تدمر و"دورا أوروبس" كما كانت الأفعى تشكل جزءًا من ديانتهم.
وقد عبد النبطيون من الآلهة "شيخ القوم" ويعتبر حامي القوافل، و"بعل شمين" إله السماء والمطر والخصب، وعبدوا بعض ملوكهم أحيانا؛ على أن أهم آلهتهم، وأبرزها "دوشارا = ذو الشرا" الذي كانوا يخصونه بالتقديس أكثر من غيره ومقره البتراء وهو يمثل الشمس. ويستدل من اسمه على أنه كان إلهًا للتجارة "سيد الشراء" وقد مثلوه على شكل مسلة، أو حجر أسود غير منحوت ذي أربع زوايا.
وأما طقوسهم العبادية وما يرافقها من احتفالات فلا نعرف عنها سوى القليل. وقد جاء في وصف قدمه لنا "سترابون" عن إحدى الولائم الملكية أن كل واحد يشترك فيها قد يشرب أكثر من عشر كئوس، مستعملًا في كل مرة كأسًا ذهبية مختلفة. من هذه الرواية ومن رواية أخرى يقول فيها "سترابون": إن الأنباط كانوا يأكلون على موائد مشتركة