للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[طقوس العرب العبادية]

كان الحج أهم هذه الطقوس، وللحج أشهر معلومات تبين بالأهلة كما يقول في التنزيل الحكيم فيما يتعلق بعبادة المسلمين: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ} ١. وقد ذكرت الروايات المتواترة أنها كانت عند الجاهليين ثلاثة: ذو القعدة، ذو الحجة، محرم. وقد جعلت حُرُمًا لا يجوز فيها القتال؛ ليأتي الناس للحج آمنين مطمئنين.

ومن أبرز الأمثلة على حرص المكيين على حرمة هذه الأشهر، أنه لما لمس زعماء قريش أن هناك من تسول لهم أنفسهم أن ينتهكوا حرمتها، بخلق الأسباب الداعية إلى الحرب، قد تداعوا إلى عقد حلف يسمى "حلف الفضول". وقد حضره الرسول وفضل حضوره على حمر النعم. يقول ابن سعد٢: "كان حلف الفضول منصرف قريش من الفجار ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يومئذٍ ابن عشرين سنة ... وكان أشرف حلف كان قط، وأول من دعا إليه الزبير بن عبد المطلب، فاجتمعت بنو هاشم وزهرة وتميم في دار عبد الله بن جدعان، فصنع لهم طعامًا، فتعاقدوا وتعاهدوا بالله: لنكونن مع المظلوم حتى يؤدى إليه


١ [البقرة: ١٨٩] .
٢ الطبقات الكبرى: ١/ ٨٢.

<<  <   >  >>