لم يقف الرومان عند دمشق والقدس في موجة احتلالهم لبلاد الشام، بل تابعوا سيرهم حتى البتراء، فضربوا عليها الحصار، وأنذروا ملكها بدفع الجزية وبالخضوع لروما؛ فرضخ الملك النبطي لهذا الإنذار.
لقد شاهد الأنباط أن الرومان قد سيطروا على آسيا الصغرى وسورية ومصر وموانئ البحر المتوسط، وهي منافذ التجارة النبطية، فلم يقاوموهم كما قاوموا السلوقيين والبطالمة، واضطروا إلى إقامة علاقات طيبة معهم، مع الخضوع لنفوذهم.
وقد أسهموا في حروبهم؛ فاشتركوا في حملة وجهها الرومان إلى الإسكندرية "٤٧ ق. م." بناءً على طلب من يوليوس قيصر إلى الملك النبطي ملكو الأول "مالك" وأرفقوا حملة "إيليوس غالوس" الروماني "٢٤ ق. م" إلى بلاد العرب بوزيرهم "سيليوس""صالح" في عهد الملك عبادة الثاني. وعندما ثار اليهود على الحكم الروماني "٦٩م" بادر ملك الأنباط "ملكو" الثاني إلى مساعدة الدولة الرومانية في قمع ثورتهم،