بالرغم من أن اللغة العربية الجنوبية واللغة العربية الشمالية تمتان إلى الأصل السامي الواحد وتتشابهان، فإن لغة الجنوب قد اختلفت نوعًا ما عن لغة الشمال، مما دعا علماء اللغات إلى اعتبارها من لغات القسم الجنوبي للمجموعة السامية. وقد تفرعت إلى لهجات بحسب عصور الحكم المتعاقبة "اللهجة المعينية والسبئية والحميرية" ثم بدأت بالضعف بعد أن أخذت دول اليمن في الانحطاط، وانتقلت الأهمية إلى مناطق الشمال التي استقطبت نفوس العرب بمركزها الديني والاقتصادي، وطغت لغتها على لغة الجنوب، حتى إذا دخل دين الإسلام إلى الجنوب العربي، ودخلت معه لغة قريش، تلاشت كل لهجات الجنوب تلاشيا تاما، ولم يبق منها سوى النقوش والكتابات التي عثر عليها المستشرقون والرحالة الأوربيون، ونقلوها إلى أوروبا، حيث انصرفوا إلى فك رموزها، إلى أن تمكن العالمان "أوسيندر ورود يكردي هال" من قراءتها وتفسير نصوصها.
ويسمى الخط الذي كانت تكتب به هذه اللغات بالخط المسند؛ لأن حروفه تشبه