للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[البعث والحساب بعد الموت]

ليس باستطاعتنا معرفة ما إذا كان الجاهليون يعتقدون بالبعث بعد الموت أو بعدمه، إلا من خلال أقوال شعرائهم، ومن القليل الذي رواه الأخباريون عن تقاليدهم، ومن بعض الآيات القرآنية التي تعرضت لهذا الأمر وهي قليلة. وقد ناقض الشعراء بعضهم بعضا في ذلك: منهم من أنكر البعث، ومنهم من آمن به. وربما كان السبب في ذلك تأثر القائلين بالبعث بالأفكار التوحيدية التي تسربت إلى شبه جزيرة العرب. ومعنى ذلك أن الأصل هو نكران البعث، وأن أغلب الجاهليين كان على هذا الاعتقاد، وقد دهشوا من قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالبعث والحساب، كما جاء في التنزيل الحكيم: {وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ} ١، {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} ٢، أو كما يقول شاعر جاهلي:

حياة ثم موت ثم نشر ... حديث خرافة يا أم عمرو


١ [الأنعام: ٢٩] .
٢ [النحل: ٣٨] .

<<  <   >  >>