وقد درست آثارهم ولم يصلنا عنهم سوى معلومات ضئيلة مشوهة ومختلطة، إنما وردت أسماء بعض قبائلهم في القرآن الكريم مثل عاد التي قيل: إنها كانت تسكن في بادية الأحقاف الواقعة بين صحراء الربع الخالي وجبال اليمن والعسير، وكان نبيَّها هودٌ "عليه السلام" وثمود التي كانت تسكن في مدائن الحجر شمالي الحجاز وكان نبيَّها صالحٌ "عليه السلام". وقد ذكرت هذه القبائل في بعض المصادر اليونانية، كما انفردت التوراة بذكر قبيلة "عمليق" بأنها عدوة بني إسرائيل، ولم تذكر غيرها من القبائل البائدة. وذكر العرب أسماء قبائل أخرى منها: طسم وجديث وأميم وعبيل وعبد صميم وجرهم وغيرها.
لقد شك المستشرقون في أمر هذه القبائل وقالوا: إنها أسطورية من نسج خيال الرواة، وإن القصص المرواة عنها أقرب إلى الخرافة؛ ذلك أنهم لم يعثروا في كتابات القدماء على أسماء لها. لكنهم سرعان ما أدركوا تسرعهم في إبداء هذا الرأي عندما عثر العلماء على آثار بعض هذه القبائل في الأمكنة التي أقامت فيها، ومنها الكتابات "الثمودية" التي عثر عليها