للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[معاملة الأولاد]

إن أولوية الرجل في الأسرة الجاهلية قد جعلت للأب سلطة على أفراد عائلته، وقد تصل إلى حد تجعل للآباء على أولادهم حق التصرف بمصائرهم، ففي بعض الأحيان كانوا يجعلون أولادهم رهائن في أيدي خصومهم؛ فيؤدي ذلك أحيانا إلى قتل هؤلاء لهم، وإذا استثنينا هذه الحالة الشاذة، ومثلها ما كان من وأد البنات، فإن العربي كان يعامل أبناءه معاملة تنطوي على العطف والحنان والمحبة١ مع حرصه على تربيتهم تربية خشنة،


١ كقول أحد شعراء الجاهلية:
وأنما أولادنا بيننا ... أكبادنا تمشي على الأرض
وكقول أمية بن أبي الصلت يخاطب ولده:
غدوتك مولودًا وعلتك يافعًا ... تُغَلُّ بما أُدني إليك وتُنهل
إذا ليلة نابتك بالشكو لم أبت ... لشكواك إلا ساهرًا أتململ
كأني أنا المطروق دونك بالذي ... طرقت به دوني وعيني تهمل
فلما بلغت السن والغاية التي ... إليها مدى ما كنت فيك أؤمل
جعلت جزائي منك جَبْهًا وغلظة ... كأنك أنت المنعم المتفضل
فليتك إذ لم ترع حق أبوتي ... فعلت كما الجار المجاور يفعل

<<  <   >  >>