إن لهذه المعركة أهمية عظيمة من حيث مظاهرها القومية, فقد جرؤ العرب لأول مرة في التاريخ على لقاء الفرس في معركة سافرة، فقويت معنوياتهم. ومع أن عددًا من القبائل العربية كانت في جانب الفرس، غير أن شعورهم كان مع العرب, وقد دل على ذلك خذلان بني إياد للجيش الفارسي في اللحظة الحاسمة من المعركة، وتضامن بني سكون وبعض بني تميم مع بكر وشيبان.
وعلى أثر خذلان الفرس في يوم ذي قار، أقصي إياس بن قبيصة عن حكم الحيرة، إذ عده الفرس مسئولا عن الهزيمة بوصفه القائد الأعلى للجيش المحارب فيها. ويظهر أنه قد هرب من وجههم، كما تقول الرواية العربية، إذ انفصل عن المعركة عندما أدرك الخسارة التي لحقت جيشه، وذهب إلى كسرى، وأخبره أن النصر للفرس فيها، خوفًا من أن يخلع كتفه كما فعل بمن أتاه قبل ذلك بأخبار مشئومة عنها ولاذ بالفرار، فحكم الفرس الحيرة حكما مباشرا.
وقد افتخر العرب، وما زالوا يفتخرون بيوم ذي قار، ومما قال الأعشى فيه: