بإرسال ألف حصان وخمسة آلاف من المشاة اشتركوا مع القائد الروماني "تيطس" في محاصرة القدس.
غير أن العلاقات بدأت بعدئذٍ تسوء بين الطرفين، فحاصرتهم الجيوش الرومانية مرات، فقاوموها إلى أن وجه إليهم الإمبراطور "تراجان" حملة كبيرة بقيادة القائد الروماني "كورنيليوس بالما" استطاع بها أن يخضعهم، وأن يجعل بلادهم ولاية رومانية "١٠٦م" سميت "الولاية العربية الرومانية".
ومع ذلك استمرت البتراء في الاحتفاظ بمركزها التجاري في عهد الاحتلال الروماني, وقد بلغ ازدهارها الاقتصادي ذروته في النصف الأول من القرن الثالث الميلادي. غير أن ازدياد غارات البدو عليها، وارتفاع شأن الدولة البارثية الفارسية في الشرق، وسيادة السلم بينها وبين الدولة الرومانية، أعاد النشاط للطريق التجاري المار بالعراق، وأخذ طريق غربي الجزيرة المار بالبتراء في الانحطاط؛ لينتقل مركز الثقل التجاري إلى تدمر التي أخذت تستقطب التجارة العربية، بينما أخذ التدهور سبيله إلى التجارة النبطية.