التجارية، التي كانت تخترق شبه جزيرة العرب طولًا وعرضًا، قد استخدمتها محطات تستريح فيها من عناء السفر، فارتقت إلى مدن زاهرة، أسهمت في التجارة، وتحضرت وأَلِف سكانها حياة الاستقرار، بينما ثابرت سائر مناطقه على حياتها البدوية المألوفة. ولذا يمكن الحديث عن فئتين من سكان الحجاز:
١- عرب مستقرون من أهل المدن، تحضروا وبنوا المساكن من الحجارة والطين فسموا "أهل المدر".
٢- عرب رحَّل من أهل البوادي، ثابروا على حياتهم القبلية المتنقلة، واعتمدوا على الغزو والرعي، وعاشوا تحت الخيام المصنوعة من الوبر، فسموا "أهل الوبر".
ولم تلبث مدن الحجاز المتحضرة مثل مكة ويثرب والطائف أن ارتقت، فأنشأ بعضها كيانات سياسية واجتماعية على شيء غير يسير من التنظيم, فهي جديرة إذن بالدراسة والاهتمام. وتأتي في مقدمة هذه المراكز الحضرية مدينة: