٢ تقول الرواية: إن جرهم كانت بوادٍ قريب من مكة ولزمت الطير الوادي حين رأت الماء، فلما رأت جرهم الطير لزمت الوادي قالوا: ما لزمته إلا وفيه ماء، فجاءوا إلى هاجر وقالوا: لو شئت لكنا معك فآنساك، والماء ماؤك. قالت: نعم، فكانوا معها حتى شب إسماعيل وماتت هاجر فتزوج إسماعيل امرأة من جرهم "ابن الأثير: ١/ ٥٩". ٣ الحافظ أبو الطيب تقي الدين محمد الفاسي: شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام، ٢/ ٤-٥. ٤ راجع في كتاب حياة محمد: الدكتور محمد حسين هيكل "ص٨٩-٩٠" ما ذكر من أن المستشرق "وليم موير Sir W. Muir" في كتابه "حياة محمد وتاريخ الإسلام Life of Mahomet and history bof islam" يرتاب في قصة ذهاب إبراهيم وإسماعيل إلى الحجاز، ويرى أنها من صنع اليهود، ابتدعوها قبل الإسلام بأجيال؛ ليربطوا بينهم وبين العرب برابطة قرابة دموية وجب على العرب حسن معاملة اليهود النازلين بينهم, وتيسر لتجارة اليهود وانسيابها الحر في شبه الجزيرة، ويستند في قوله هذا إلى أنه لا صلة بين أوضاع العبادة في بلاد العرب وبين دين إبراهيم؛ لأنها وثنية مغرقة في وثنيتها بينما كان إبراهيم حنيفا مسلما. ويرد الدكتور محمد حسين هيكل عليه بأن ما يسوقه من دليل، لا يكفي لنفي واقعة تاريخية، ويبرهن على خطل رأيه بأن إبراهيم لم يستطع أن يحول قومه الوثنيين في العراق عن دينهم, واضطر إلى الهرب من وجههم، فإذا لم ينجحوا في تحويل العرب عن وثنيتهم فلا عجب في ذلك.