٢ تقول الروايات العربية: إنه لم يكن لعبد المطلب آنذاك سوى ابن واحد هو الحارث، فاستعان به في الحفر حتى نبع الماء، وقد وجد في البئر غزالتين من ذهب وأسيافًا, كان مضاض الجرهمي قد دفنها فيها حينما ردمها، فنافسته قريش عليها، وأرادت أن تشاركه في البئر، وفيما وجد فيها. فدعاهم إلى أمر نصف بينه وبينهم: أن يضرب عليها بالقداح، فيجعل له قدحين، ولقريش مثلهما، وللكعبة قدحين، فارتضوا رأيه وتم الاستقسام عند هبل، فتخلف قدحا قريش، وخرجت الأسياف لعبد المطلب والغزالتان للكعبة، فأثبت عبد المطلب الأسياف بابًا للكعبة، ووضع غزالتي الذهب على جانبيه حلية للبيت الحرام. "راجع: حياة محمد للدكتور محمد حسين هيكل، ص٩٧-٩٨". ٣ أهم حادث جرى في عهد المطلب هو غزو أبرهة الحبشي لمكة في السنة التالية لزواج ابنه عبد الله "٥٧١م" التي ولد فيها الرسول. وقد زاد قريشا أهمية بين القبائل ما كان من ارتداد أبرهة عن مكة مخذولا بالرغم من أن القرشيين لم يقوموا بأي عمل إيجابي لرده عنها، ولم يطلقوا سهما واحدا في الدفاع عن حماها. وكل ما فعله عبد المطلب والقرشيون أنهم قد لاذوا بالكعبة, وأخذوا بحلقة بابها يستنصرون ربها على أبرهة, لكن ذلك لم يمنعهم من أن يمتلئوا افتخارا بما أصابوا من ظفر، وأن يدعوا لأنفسهم مكانا ممتازا بين قبائل العرب التي أخذت تنظر إليهم نظرة ملؤها الاحترام والإجلال, مما زاد في ارتفاع المكانة التي كانت لها في شبه الجزيرة، والتي كان سببها في الأساس إشرافهم على البيت الحرام، وسيطرتهم على الأسواق التجارية في الشمال.