وسألاها أن تسفر عن وجهها فأبت فجلس أحدهما خلفها، وشك طرف ثوبها بشوكة إلى ظهرها، فلما نهضت انكشف قميصها عن جسمها فضحكا وقالا: منعتنا النظر إلى وجهك، وجدت لنا بالنظر إلى ظهرك، فنادت: يا لعامر، فاقتتلت عامر وكنانة، ووقعت بينهما دماء قليلة، إلى أن توسط حرب بن أمية بينهما، واحتمل دماء القوم، وأرضى بني عامر عما لحق بصاحبتهم.
وأما اليوم الثالث، فسببه: أن رجلًا من كنانة قد استدان مالًا من رجل من بني نصر من هوازن، وعجز عن الوفاء به، فجاء النصري إلى سوق عكاظ، ومعه قرد وصار ينادي:"من يبتغي مثل هذا بمالي على فلان الكناني" تحقيرًا للرجل وقومه. فما كان من رجل كناني مر به وسمع القول إلا أن ضرب القرد بسيفه وقتله، فصرخ هذا في قيس عيلان، بينما صرخ الكناني في قومه، واجتمع الناس وتحاوروا، ثم اصطلحوا ولم تحدث حرب بين الطرفين.