(٢) ذكر الخطيب فى إيضاحه تأويل السكاكى لهذا القول، حيث ذكر هناك تفسيرا له، قال الخطيب - بعد ردّه لهذا القول من وجوه -: وتأوّله السكاكى - رحمه الله - على أنه تنبيه على ما عليه أئمة علمى الاشتقاق والتصريف، من أن للحروف فى أنفسها خواصّ بها تختلف، كالجهر والهمس، والشدة والرخاوة والتوسّط بينها، وغير ذلك؛ مستدعية أنّ العالم بها إذا أخذ فى تعيين شئ منها لمعنى لا يهمل التناسب بينهما، قضاء لحق الحكمة، ك الفصم - بالفاء الذى هو حرف رخو -: لكسر الشئ من غير أن يبين، والقصم بالقاف الذى هو حرف شديد -: لكسر الشئ حتى يبين وأنّ للتركيبات - ك" الفعلان" و" الفعلى" بالتحريك؛ كالنّزوان والحيدى، و" فعل" مثل: شرف، وغير ذلك -: خواصّ أيضا، فيلزم فيها ما يلزم فى الحروف. وفى ذلك نوع تأثير لأنفس الكلم فى اختصاصها بالمعانى" اه. انظر الإيضاح: (ص ٢٤٤ بتحقيقنا).