للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[التجريد]

ومنه: التجريد؛ وهو أن ينتزع من أمر ذى صفة آخر مثله فيها؛ مبالغة لكمالها فيه، وهو أقسام:

منها: نحو قولهم: لى من فلان صديق حميم، أى: بلغ فلان من الصداقة حدّا صحّ معه أن يستخلص منه آخر مثله فيها.

ومنها: نحو قولهم: لئن سألت فلانا، لتسألنّ به البحر.

ومنها: نحو قوله [من الطويل]:

وشوهاء تعدو بى إلى صارخ الوغى ... بمستلئم مثل الفنيق المرحّل

ــ

إن يعلموا الخير يخفوه وإن علموا ... شرّا أذاعوا وإن لم يعلموا كذبوا (١)

التجريد: ص: (ومنه التجريد إلخ).

(ش): من أنواع البديع التجريد، وهو عبارة عن أن ينتزع من أمر ذى صفة أمر آخر مثله فى تلك الصفة على سبيل المبالغة فى كمال الصفة فيه، حتى إنه ليتجرد منه مثله فيها، وهو أقسام منها: أن لا يقصد تشبيه الشئ بغيره، ويكون التجريد" بمن" نحو قولهم:" لى من فلان صديق حميم" أى: بلغ فى الصداقة حدا يصح معه أن يستخلص منه آخر مثله فى الصداقة، وتسمى من هذه تجريدية، ومنها: أن يقصد تشبيه الشئ بغيره، ويكون بالباء كقولهم: لئن سألت فلانا لتسألن به البحر وسنذكر كيفية التجريد، ومنها: أن لا يقصد تشبيه الشئ بغيره، ويكون بالباء نحو قوله:

وشوهاء تعدو بى إلى صارخ الوغى ... بمستلئم مثل الفنيق المرحّل (٢)

الشوهاء: صفة محمودة فى الفرس، ويقال: يراد بها سعة أشداقها. والفنيق: الفحل الذى لا يؤذى ولا يركب لكرامته على أهله. والمرحل: المرسل السائر، فقوله: تعدو


(١) البيت لطريح بن إسماعيل الثقفى، وهو البيت السادس له من قصيدة فى الأغانى ٤/ ٣٠٦، ولفظه: إن يسمعوا ... " وهذا البيت معناه قريب من البيت الذى قاله قعنب ابن أم صاحب، وهو:
إن يسمعوا سبة طاروا بها فرحا ... منى وما سمعوا من صالح دفنوا
(٢) البيت من الطويل، وهو لذى الرمة فى ديوانه ص ١٤٩٩، وشرح عمدة الحافظ ص ٥٨٩، ولسان العرب ١١/ ٢٣٦ (رحل)، وبلا نسبة فى المقاصد النحوية ٤/ ١٩٥ أو يروى بلفظ:" المدجّل".

<<  <  ج: ص:  >  >>