للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا بأس بتغيير يسير للوزن أو غيره؛ كقوله [من مخلّع البسيط]:

قد كان ما خفت أن يكونا ... إنّا إلى الله راجعونا

[التضمين]

وأمّا التضمين: فهو أن يضمّن الشّعر شيئا من شعر الغير، مع التنبيه عليه إن لم يكن مشهورا عند البلغاء؛

ــ

فإن بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ (١) مقتبس من القرآن الكريم، ونقل عن معناه وهو حقيقة الوادى إلى معنى مجازى، (ولا بأس) فى الاقتباس (بتغيير يسير للوزن أو غيره، كقوله) أى بعض المغاربة عند موت بعض أصحابه:

قد كان ما خفت أن يكونا ... إنّا إلى الله راجعونا (٢)

وفى تسمية هذا اقتباسا نظر، لأن هذا اللفظ ليس فى الأصل من القرآن، والورع اجتناب ذلك كله، وأن ينزه عن مثله كلام الله وكلام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لا سيما إذا أخذ شئ من القرآن الكريم وجعل بيتا أو مصراعا، فإن فى ذلك من الإساءة ما لا يناسب المتقين، كقوله:

كتب المحبوب سطرا ... فى كتاب الله موزون

لن تنالوا البر حتى ... تنفقوا مما تحبون (٣)

وقوله:

قراءة لعاصم ... لغيرها موافقه

إن نعف عن طائفة ... منكم نعذب طائفه

التضمين: ص: (وأما التضمين إلخ).

(ش): أى التضمين أن تجعل فى ضمن الشعر شيئا من شعر غيرك، ولو بعض مصراع، فإن كان مشهورا، فشهرته تغنى عن التنبيه عليه، وإن لم يك مشهورا، فلينبه عليه خوفا أن يظن به السرقة، بذكر ما يدل على نسبته لقائله،

كقوله أى الحريرى:


(١) سورة إبراهيم: ٣٧،
(٢) الاقتباس من الآية ١٥٦ من سورة البقرة. والصحيح أن البيت لأبى تمام. قاله عند موت ابنه، وأورده محمد بن على الجرجانى فى الإشارات ٣١٦ وعزاه لبعض المغاربة، والإيضاح بتحقيقى ص: ٣٦١.
(٣) البيت فى شرح عقود الجمان (٢/ ١٨٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>