للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونحو قوله [من الكامل]:

لا تعجبى يا سلم من رجل ... ضحك المشيب برأسه فبكى

ويسمى الثانى إيهام التضادّ.

[المقابلة]

ودخل فيه ما يختصّ باسم المقابلة؛ وهى أن يؤتى بمعنيين متوافقين أو أكثر، بما يقابل ذلك على الترتيب،

ــ

لا تعجبى يا سلم من رجل ... ضحك المشيب برأسه فبكى (١)

فإنه لا تضاد بين الشيب الذى هو ضحك المشيب وبين البكاء، بل هما متناسبان، إلا أنه لما كان الضحك الحقيقى معناه السرور، أوهم باستعارته للمشيب أنه ضحك حقيقة فقابله بضد الضحك الحقيقى وهو البكاء، ومن الناس من زعم أن الضمير فى فبكى يعود إلى المشيب بتأويل ودعاه إلى ذلك توهم أن المقابلة تستدعى اتحاد المسند إليه، وليس كذلك، وسيأتى مع عدم الاتحاد فى قوله تعالى: فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى (٢) الآية وقد جعل من هذا قوله:

لو ذقت برد رضاب تحت مبسمها ... يا حار ما لمت أعضائى الّتى ثملت

فإن من سمع يا حار توهم أنه ضد، برد، وكذلك لو قال: يا صاح لطابقه قوله:" ثملت" وقد يعترض عليهما بأن حار لا يوهم المطابقة إلا لو شدّدت راؤه، وكذلك" صاح" إنما أن لو كان صاحبى، لأن الموهم إنما هو صاحبى بالياء.

المقابلة: ص: (ودخل فيه ما يختص باسم المقابلة إلخ).

(ش): أى: دخل فى الطباق ما يسمى مقابلة، وهى - أى: المقابلة - أن يؤتى بمعنيين متوافقين أو أكثر، بأن يكون معان متوافقة، ثم يؤتى بما يقابل ذلك على الترتيب بأن يكون الأول للأول؛ والثانى للثانى، وقال المطرزى فى شرح المقامات:

المقابلة أعم من الطباق، فإن المقابلة يدخل فيها نحو:" أنت ابن الدنيا وغيث الجود" فلم


(١) البيت لدعبل، الإيضاح ص ٣٤٠، عقود الجمان ج ٢ ص ٧٠.
(٢) سورة الليل: ٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>