للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الإدماج]

ومنه: الإدماج؛ وهو أن يضمّن كلام سيق لمعنى معنى آخر؛ فهو أعمّ من الاستتباع؛ كقوله [من الوافر]:

أقلّب فيه أجفانى كأنّى ... أعدّ بها على الدّهر الذّنوبا

فإنه ضمّن وصف الليل بالطّول الشكاية من الدهر.

التوجيه

ومنه: التوجيه؛ وهو إيراد الكلام محتملا لوجهين مختلفين؛ كقول من قال لأعور [من مجزوء الرمل]:

ليت عينيه سواء

ــ

لم يكن ظالما، ولا يخفى أن قوله: لهنئت الدنيا بأنك خالد فيه مبالغة، فإن أعمار المقتولين - وإن تكاثرت - متناهية. والتناهى لا يجامع الخلود الذى لا نهاية له، إلا أن يريد بالخلود المكث الطويل، على حد قوله تعالى: وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها (١) وكان المصنف فى غنية عن ذكر هذا القسم بذكر الذى يليه.

الإدماج: وهو فى الأصل لف الشئ فى ثوب، والمراد هنا أن يضمن كلام سيق لمعنى معنى آخر، فهو أعم من الاستتباع؛ لأن ذلك فى المدح، وهذا مطلق، وعلى التفسير الآخر يكونان واحدا ومثاله قول أبى الطيب يصف طول الليل عليه:

أقلّب فيه أجفانى كأنّى ... أعدّ بها على الدّهر الذّنوبا (٢)

فإنه ضمن وصف الليل بالطول الشكاية من الدهر، وكثرة ذنوبه.

التوجيه: وهو إيراد الكلام محتملا لوجهين مختلفين، كقول من قال لأعور:

خاط لى عمرو قباء ... ليت عينيه سواء (٣)


(١) سورة النساء: ٩٣.
(٢) البيت لأبى الطيب المتنبى فى شرح التبيان ١/ ١٠٢.
(٣) البيت من الرمل وهو لبشار بن برد فى خياط أعور وهو فى الإيضاح ص ٣٢٨ بتحقيقى.

<<  <  ج: ص:  >  >>