للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإذا تساوى الفاصلتان: فإن كان ما فى إحدى القرينتين أو أكثره مثل ما يقابله من القرينة الأخرى فى الوزن، خصّ باسم المماثلة؛ نحو: وَآتَيْناهُمَا الْكِتابَ الْمُسْتَبِينَ وَهَدَيْناهُمَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ (١)، وقوله [من الطويل]:

مها الوحش إلّا أنّ هاتا أوانس ... قنا الخطّ إلّا أنّ تلك ذوابل

[القلب]

ومنه: القلب؛ كقوله [من الوافر]:

وهل كلّ مودّته تدوم ... مودّته تدوم لكلّ هول

ــ

أكثر مثل ما يقابله من الأخرى فى الوزن خص باسم المماثلة نحو: وَآتَيْناهُمَا الْكِتابَ الْمُسْتَبِينَ، وَهَدَيْناهُمَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ وفيه نظر لجواز أن يكون:

وَهَدَيْناهُمَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ جزء الفاصلة، ويكون آخرها (وتركنا عليهما فى الآخرين) هذا هو الظاهر، فلا تكون تلك فاصلة غير مقفاة، نعم يصح التمثيل بالبيت المذكور، وهو لأبى تمام:

مها الوحش إلّا أن هاتا أوانس ... قنا الخطّ إلا أن تلك ذوابل (٢)

القلب: ص: (ومنه القلب إلخ).

(ش): من وجوه التحسين القلب، وهو أن يكون الكلام إذا قلبت حروفه، لم تتغير قراءته، وهو غير القلب السابق فى التجنيس، وغير القلب السابق فى علم المعانى، ومثله المصنف بقوله، أى الأرجانى:

أحبّ المرء ظاهره جميل ... لصاحبه وباطنه سليم

مودّته تدوم لكلّ هول ... وهل كلّ مودّته تدوم (٣)

فإنه يمكن أن يقرأ من آخره لأوله، كما يقرأ من أوله لآخره، ويرد عليه أمور:

أحدها، أن تشديد دال مودته، وتخفيف دال تدوم يتعذر معهما القلب، لكنه ماش


(١) سورة الصافات: ١٧ - ١٨.
(٢) البيت من الطويل، وهو لأبى تمام فى شرح ديوانه (ص ٢٤١)، والإشارات (ص ٣٠٣)، والطراز (٢/ ٤)، والمصباح (ص ١٧٢).
(٣) البيتان من الوافر، ولم أجد إلا الثانى فى شرح عقود الجمان (٢/ ١٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>