للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المبالغة]

ومنه: المبالغة المقبولة، والمبالغة: أن يدّعى لوصف بلوغه فى الشدّة أو الضعف حدّا مستحيلا أو مستبعدا؛ لئلا يظنّ أنه غير متناه فيه (١).

وتنحصر فى: التبليغ، والإغراق، والغلوّ؛ لأن المدّعى: إن كان ممكنا عقلا وعادة:

فتبليغ؛ كقوله [من الطويل]:

فعادى عداء بين ثور ونعجة ... دراكا فلم ينضح بماء فيغسل

ــ

المبالغة: ص: (ومنه المبالغة المقبولة إلخ).

(ش): اختلفوا فى المبالغة، فمنهم من لا يرى لها فضلا محتجان (٢) بأن خير الكلام ما خرج مخرج الحق، وكان على نهج الصدق، ولأنها لا تكون إلا من ضعيف عجز عن الاختراع، والتوكيد يعمد إليها لسد خلله، ومنهم من يقصر الفضل عليها وينسب المحاسن كلها إليها، محتجا بأن أحسن الشعر أكذبه. حكاهما فى المصباح، ومقتضى تعليله أن المبالغة كذب. وليس كذلك، ولو كانت كذبا لما وردت فى القرآن، ولا السنة، وقسم فى المصباح المبالغة إلى ما كان باستعمال فى غير موضوع كالاستعارة، وما كان بتكرار مثل: أَوْ كَظُلُماتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ (٣) أو تقسيم مثل: ونكرم جارنا البيت الآتى، وأما المصنف فقد جعل من البديع المعنوى المبالغة المقبولة وقدم المصنف عليها المبالغة مطلقا، وهو أن يدعى لوصف بلوغه فى الشدة أو الضعف حدا مستحيلا أو مستبعدا، لئلا يظن أنه غير متناه فى ذلك الوصف، والضمير فى قوله: فيه مفرد، لأنه عائد لأحد المتعاطفين بأو وتنحصر المبالغة فى التبليغ والإغراق والغلو، ووجه الحصر أن المدعى للوصف من الشدة أو الضعف، إما أن يكون ممكنا عقلا وعادة، أو لا، فإن كان فيسمى تبليغا كقوله أى: امرئ القيس:

فعادى عداء بين ثور ونعجة ... دراكا ولم ينضح بماء فيغسل (٤)


(١) أى فى الشدة أو الضعف.
(٢) هكذا فى الأصل:" محتجان" والسياق يقتضى" محتجين" أو محتجا.
(٣) سورة النور: ٤٠.
(٤) البيت من الطويل، وهو لامرئ القيس فى ديوانه ص ٢٢، والإشارات ص ٢٧٨، والمصباح ص ٢٢٤، ولسان العرب ١١/ ٤٩٦ (غسل). ١٥/ ٤٠ (عدا)، وتاج العروس (غسل)، (عدا).

<<  <  ج: ص:  >  >>