للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الجمع مع التفريق]

ومنه: الجمع مع التفريق؛ وهو أن يدخل شيئان فى معنى، ويفرق بين جهتى الإدخال؛ كقوله [من المتقارب]:

فوجهك كالنّار فى ضوئها ... وقلبى كالنّار فى حرّها

[الجمع مع التقسيم]

ومنه: الجمع مع التقسيم؛ وهو جمع بين متعدّد تحت حكم، ثم تقسيمه، أو العكس:

فالأول: كقوله [من البسيط]:

حتّى أقام على أرباض خرشنة ... تشقى به الرّوم والصّلبان والبيع

للسّبى ما نكحوا والقتل ما ولدوا ... والنّهب ما جمعوا، والنّار ما زرعوا

ــ

وهذا يقتضى أن يكون التقسيم أعم من اللف والنشر، كذا قال المصنف. قلت: لم يظهر فرق بين ما أنشده السكاكى، وما أنشده المصنف، ولم يظهر لى فى شئ من المثالين إضافة ما لكل إليه على التعيين، لأنه إن كان المراد التعيين من خارج فكل لف ونشر كذلك، وإن كان من اللفظ، فليس فى اللفظ غير اسم الإشارة فى كل منهما، وهو صالح لكل منهما، وهذا وذا سواء فى قرب المشار إليه (ومنه الجمع مع التفريق، وهو أن يدخل شيئان فى معنى واحد، ويفرّق بين جهتى الإدخال كقوله:

فوجهك كالنّار فى ضوئها ... وقلبى كالنّار فى حرّها) (١)

شبه وجه الحبيب وقلبه بالنار، وفرق بين وجهى التشبيه، ومنه قوله تعالى:

وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً (٢) وهذا فى الحقيقة ليس نوعا زائد، بل نوعا جمع وتفريق، إلا أن يخص اسم الجمع بأن يذكر المتعدد أولا، ثم يحكم عليه (ومنه الجمع مع التقسيم، وهو جمع متعدد تحت حكم، ثم تقسيمه، أو تقسيمه ثم جمعه) فالأول، كقوله أى المتنبى:

حتّى أقام على أرباض خرشنة ... تشقى به الرّوم والصّلبان والبيع

للسّبى ما نكحوا والقتل ما ولدوا ... والنّهب ما جمعوا والنّار ما زرعوا (٣)


(١) البيت لرشيد الدين الوطواط ديوانه ١٧٩، وأورده الجرجانى فى الإشارات ٣٧٤، ونهاية الإيجاز ٢٩٥، ومعاهد التنصيص (١/ ٢٤٩)، وعقود الجمان ٢/ ٩٣.
(٢) سورة الإسراء: ١٢٠.
(٣) البيتان للمتنبى فى ديوانه ١/ ٣٧٧، وحدائق السحر ١٨٠، ونهاية الإيجاز ص ٢٩٦، ويروى البيت الأول بلفظ:
الدهر معتذر والسيف منتظر ... وأرضهم لك مصطاف ومرتبع

<<  <  ج: ص:  >  >>