للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"إنَّ نَاسًا يَزْعُمُونَ أنَّ الشَّمْسَ والقَمَرَ لا يَنْكَسِفَانِ إلَّا لِمَوْتِ عَظِيمٍ مِنَ العُظَمَاءِ، وَلَيْسَ كَذلِكَ إنَّ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لِحَيَاتِهِ، وَلكِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ -، إنَّ الله - عَزَّ وَجَلَّ - إذا بَدَا لِشَيءٍ مِنْ خَلْقِهِ خَشَعَ لَهُ (١)، فإذَا رَأيْتُمْ ذلِكَ، فَصَلُّوا كَأحْدَثِ صَلاةٍ صَلَّيْتُمُوهَا مِنَ المَكْتُوبَةِ".

ضعيف - ابن ماجه ١٢٦٢ [انظر "ضعيف سنن ابن ماجه" برقم ٢٥٩ و"ضعيف الجامع الصغير وزيادته" برقم ٢٠١٩]).


(١) قال الإمام ابن القيم في كتابه "مفتاح السعادة": قال أبو حامد الغزالي:
هذه الزيادة لم يصح نقلها، فيجب تكذيب ناقلها، وإنما المروي ما ذكرنا، يعني الحديث الذي ليست هذه الزيادة فيه. قال:
ولو كان صحيحًا لكان تأويله أهون من مكابرة أمور قطعية، فكم من ظواهر أولت بالأدلة العقلية التي لا تنتهي في الوضوح إلى هذا الحد.
قال ابن القيم: وإسناد هذه الزيادة لا مطعن فيه ورواته كلهم ثقات حفاظ، ولكن لعل هذه اللفظة مدرجة في الحديث من كلام بعض الرواة، ولهذا لا توجد في سائر أحاديث الكسوف. فقد رواها عن النبي - صلى الله عليه وسلم - تسعة عشر صحابيًا [منهم]:
عائشة، وأسماء بنت أبي بكر، وعلي بن أبي طالب، وأُبي بن كعب، وأبو هريرة، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمرو، وجابر بن عبد الله، وسمرة بن جندب، وقبيصة الهلالي، وعبد الرحمن بن سمرة.
فلم يذكر أحد منهم في حديثه هذه اللفظة.
فمن هنا يخاف أن تكون أدرجت في الحديث إدراجًا، وليست في لفظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، على أن هنا مسلكًا بديع المأخذ لطيف المنزع يقبله العقل السليم والفطرة السليمة، وهو أن كسوف الشمس والقمر يوجب لهما من الخشوع والخضوع، بانمحاء نورهما، وانقطاعه عن هذا العالم ما يكون فيه ذهاب سلطانهما، وبهائهما، وذلك يوجب لا محالة لهما من الخشوع، والخضوع لرب العالمين وعظمته وجلاله، ما يكون سببًا لتجلي الرب تعالى لهما. ولا يستلزم أن يكون تجلي الله سبحانه لهما في وقت معين، كما يدنو من أهل الموقف عشية عرفة، فيحدث لهما ذلك التجلي خشوعًا آخر ليس هذا الكسوف.
ولم يقل النبي - صلى الله عليه وسلم -: =

<<  <  ج: ص:  >  >>