للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي كتب العقيدة تذكر الآيات الكونية، ويستدل بها والتصرف فيها والتدبير لها على وجود الخالق وربوبيته والرد على الملاحدة، كما يستدل بها على البعث بعد الموت، وعلى نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - ومعجزاته، ويبين من خلال الآيات الكونية ما يجب على المسلم اعتقاده نحوها، ثم تذكر المخالفات العقدية الواقعة فيها كعبادة النجوم والتنجيم (١).

وفي كتب التاريخ المطولة يفتتحون كتبهم بالكلام على ما ورد في خلق السماوات والأرض وما بينهما، وما فيها من الآيات (٢).

بل منهم من صنف في بيان عقيدة المسلمين في آية من آيات الله الكونية، ثم بين العقائد الباطلة المتعلقة بها من الفلاسفة والمشركين وغيرهم ممن ينتسب إلى الإسلام، والرد عليهم في ذلك (٣).

بالإضافة إلى التصانيف المنوعة للحث على التفكر في هذه الآيات الكونية وتفاصيل وعجائب صنع الله فيها ثم بيان دلالتها على صفات الله (٤)، وما وقع فيها من مخالفات وبدع (٥).

أما التوسع والتعمق في الآيات الكونية وهذه العلوم وفق ما كان يفعله الفلاسفة ونحوهم فإنه لم يكن من هدي السلف (٦)، وإنما لما عربت كتب


(١) انظر: كتاب العظمة لأبي الشيخ الأصبهاني، تحقيق: رضاء المباركفوري، دار العاصمة، الرياض، ط ١.
(٢) انظر: البداية والنهاية لابن كثير: ١/ ١١ - ٨٨.
(٣) انظر: القول في علم النجوم لأبي سليمان حمد بن محمد الخطابي، تحقيق: يوسف السعيد، دار أطلس، ط ١.
(٤) مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية أهل العلم والإرادة لابن القيم، تحقيق: عصام الدين الصبابطي: ١/ ٢٧٩.
(٥) انظر: عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات: ٢٦، ١٦٩.
(٦) انظر: نقض النظريات الكونية، لمحمد بن عبدالله الإمام، دار الآثار، صنعاء، ط ١: ١٩ - ٢٥.

<<  <   >  >>