للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اليونان في بداية الدولة العباسية كان لذلك الأثر الكبير في إفساد عقائد بعض المسلمين، ومن ذلك ما يتعلق بالآيات الكونية والفلك (١). قال الذهبي (٢) - رحمه الله -: " لما عربت كتب الأوائل ومنطق اليونان وعمل رصد الكواكب نشأ للناس علم جديد مرْدٍ مهلكٍ لا يلائم علم النبوة، ولا يوافق توحيد المؤمنين قد كانت الأمة منه في عافية" (٣)، وكان الذين يشتغلون بعلم الفلك والتأليف فيه وإنشاء المراصد الفلكية"صنفان من الناس وهم الفلاسفة والمنجمون، وكثير من المنتسبين منهم إلى الإسلام كانوا متهمين في دينهم، بل منهم من هو شر على الإسلام والمسلمين من اليهود والنصارى وسائر المشركين" (٤). وعن هذا العلم المردي المهلك نجم الكلام في القمر وغيره من الأجرام العلوية والإخبار عما فيها بمجرد التخرصات والظنون الكاذبة (٥).

أما ما يتعلق بما يحتويه القرآن والسنة من علوم كونية، فإن الغزالي (٦)

- رحمه الله -


(١) انظر: تاريخ الخلفاء للسيوطي: ٣٢٦.
(٢) هو محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز بن عبد الله الذهبي، المحدث، له مصنفات عديدة، منها: سير أعلام النبلاء، والعلو للعلي الغفار، والكبائر وغيرها، توفي عام ٧٤٨.
انظر: الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة لابن حجر، تحقيق: محمد سيد جاد الحق، دار أم القرى، القاهرة: ٣/ ٤٢٦، وشذرات الذهب: ٦/ ١٥٣.
(٣) تذكرة الحفاظ للذهبي، تحقيق: عبد الرحمن المعلمي، دار الكتب العلمية، بيروت، مصورة عن طبعة دائرة المعارف العثمانية: ١/ ٣٢٨.
(٤) الصواعق الشديدة على أتباع الهيئة الجديدة، للشيخ حمود التويجري: ١١٨، ١٨٣ - ١٨٤، ط ١، وانظر: تذكرة الحفاظ للذهبي: ١/ ٢٤٠.
(٥) المرجع السابق: ١٨٦.
(٦) هو محمد بن محمد الطوسي، أبو حامد الغزالي، من رؤوس علماء الكلام، وكانت له عناية بالتصوف وقد غلا فيه، وأقبل في أخر عمره على الحديث، من مصنفاته: إحياء علوم الدين، والمستصفى من علم الأصول، وقواعد الأحكام في إصلاح الأنام، توفي عام ٥٠٥.

انظر: وفيات الأعيان في أنباء أبناء الزمان لابن خلكان، تحقيق إحسان عباس، دار صادر، بيروت: ٤/ ٢١٦، سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي، تحقيق: شعيب الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط ١١: ١٩/ ٣٢٢.

<<  <   >  >>