للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هو أكثر من استوفى بيان احتواء القرآن على جميع العلوم، فقال: " القرآن يحوى سبعة وسبعين ألف علم ومائتي علم (١)، إذ كل كلمة علم، ثم يتضاعف ذلك أربعة أضعاف، إذ لكل كلمة ظاهر وباطن، وحد ومطلع"، ثم روى عن ابن مسعود - رضي الله عنه - أنه قال: "مَن أراد علم الأوَّلين والآخرين فليتدبر القرآن" (٢)، ثم يقول بعد ذلك كله: "وبالجملة فالعلوم كلها داخلة في أفعال الله - عز وجل - وصفاته، وفى القرآن شرح ذاته وأفعاله وصفاته، وهذه العلوم لا نهاية لها، وفى القرآن إشارة إلى مجامعها"، ثم يزيد على ذلك فيقول: "بل كل ما أشكل فهمه على النُظَّار، واختلف فيه الخلائق في النظريات والمعقولات، ففي القرآن إليه رمز ودلالات عليه، يختص أهل الفهم بدركها" (٣).

ثم لم يزل الأمر في زيادة حتى"نظر قوم إلى ما فيه من الآيات الدالات


(١) انظر: قانون التأويل لابن العربي، تحقيق: محمد السليماني، دار الغرب الإسلامي، بيروت، ط ٢: ١٩٦.
(٢) أخرجه الطبراني في الكبير، تحقيق: حمدي السلفي، مكتبة الرشد، الرياض، ١٤٠٦، بلفظ" فليثور القرآن": ٩/ ١٣٥ - ١٣٦ برقم (٨٦٦٤ و ٨٦٦٥). قال الهيثمي في مجمع الزوائد، تحقيق: عبد الله الدويش، دار الفكر، بيروت، ١٤١٤: ٧/ ٣٤٢: رواه الطبراني بأسانيد ورجال أحدها رجال الصحيح.
(٣) إحياء علوم الدين للغزالي، تحقيق: محمد خير طعمه حلبي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط ١: ١/ ٣٦٨.
وانظر: كتاب الإتقان في علوم القرآن للسيوطي، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، المكتبة العصرية، بيروت، ١٤١٨ - النوع الخامس والستين في العلوم المستنبطة من القرآن-: ٤/ ٢٤، وفيه يقرر أن القرآن مشتمل على كل العلوم.

<<  <   >  >>