للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال ابن سعدي (١) - رحمه الله -: " التفكر عبادة من صفات أولياء الله العارفين" (٢)؛ ولكن ليس كل أحد يعتبر ويتفكر، وليس كل من تفكر أدرك المعنى المقصود (٣).

ولأهمية التفكر في آيات الله الكونية نجد أن الله -تعالى- قد أقسم ببعضها تنبيها لأهميتها ونظامها وبديع صنعتها (٤)، وهذا في آيات كثيرة.

والتفكر من العبادات القلبية الجليلة، وهو من أفضل أعمال القلب وأنفعها له (٥)، كما أنه أصل الطاعات ومبدؤها (٦). وهو سبيل المرء إلى العمل، وإدراك حقائق الأشياء، بل إن حياة المرء وسعادته تبع لأفكاره.

قال ابن سعدي - رحمه الله -: " وأعلم أن حياتك تبع لأفكارك، فإن كانت أفكارا فيما يعود عليك نفعه في دين أو دنيا، فحياتك طيبة سعيدة وإلا فالأمر بالعكس" (٧).


(١) هو العلامة عبد الرحمن بن ناصر بن سعدي، الفقيه الأصولي المفسر، من مؤلفاته: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان المعروف بتفسير ابن سعدي، والتوضيح المبين لتوحيد الأنبياء والمرسلين من الكافية الشافية، والدرة البهية شرح القصيدة التائية في حل المشكلة القدرية وغيرها من الكتب. توفي عام ١٣٧٦.
انظر: روضة الناظرين عن مآثر علماء نجد وحوادث السنين للشيح محمد بن عثمان القاضي، طبعة مصطفى البابي الحلبي، القاهرة، ط ٢: ١/ ٢٢٩، وعلماء نجد خلال ثمانية قرون للشيخ عبد الله البسام، دار العاصمة، الرياض، ط ٢: ٣/ ٢١٨.
(٢) تفسير ابن سعدي: ١/ ٢٧٠.
(٣) المصدر السابق: ١/ ٤٩٦.
(٤) آيات الله في الكون: ٢٠، وانظر: التفكير فريضة إسلامية لعباس محمود العقاد، ضمن موسوعة عباس محمود العقاد الإسلامية، دار الكتاب العربي، بيروت، ط ١: ٥/ ٨٢٩.
(٥) مفتاح دار السعادة: ١/ ٢٨٤.
(٦) المصدر السابق: ١/ ١٨٣.
(٧) الوسائل المفيدة للحياة السعيدة للشيخ: عبد الرحمن بن سعدي، طبعة الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، الرياض، ط ٤: ٢٧.

<<  <   >  >>