للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النظر إلى السماء لما في ذلك من عظيم التدبر، وإذا تكرر نومه واستيقاظه وخروجه استحب تكريره قراءة هذه الآيات، كما ذكر في الحديث والله سبحانه وتعالى أعلم" (١).

وكان - صلى الله عليه وسلم - يأمر بالتفكر فيقول: " تفكروا في خلق الله، ولا تتفكروا في الله " (٢).

وكان الصحابة - رضي الله عنهم - ومن بعدهم من التابعين يمتثلون هذا، وينظرون في ملكوت الله نظر تفكر واعتبار، ويتفكرون في آيات الله المشاهدة وآياته المتلوة، والتي تتضمن آيات الشرعية وآياته الكونية.

وقد وردت الآثار الكثيرة عنهم في ذلك، فقد سئلت أم الدرداء - رضي الله عنها - عن أفضل عبادة أبي الدرداء - رضي الله عنه - قالت: " التفكر والاعتبار" (٣).


(١) شرح النووي على صحيح مسلم، دار الكتاب العربي، بيروت، ١٤٠٧: ٢/ ١٤٥.
(٢) رواه الطبراني في الأوسط، تحقيق: طارق بن عوض الله وعبد المحسن الحسيني، دار الحرمين، القاهرة، ١٤١٥: ٦/ ٢٥٠ برقم (٦٣١٩)، والبيهقي في شعب الإيمان، تحقيق: عبد العلي حامد، الدار السلفية، بومباي، ط ١: ١/ ٣٥٨ برقم (١١٩)، من حديث ابن عمر وقال: " هذا إسناد فيه نظر". قال العراقي في المغني عن حمل الأسفار في الأسفار في تخريج ما في إحياء علوم الدين من أخبار- المطبوع مع إحياء علوم الدين-: ٤/ ٥٠٢: قلت: فيه الوازع بن نافع متروك، وأخرجه أبو نعيم في الحلية بالمرفوع منه بإسناد ضعيف ورواه الأصبهاني في الترغيب والترهيب من وجه أخر أصح منه. أ. هـ. وقال السخاوي في المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة، تحقيق: محمد عثمان الخشت، دار الكتاب العربي، بيروت، ط ٤ - لما ذكر أسانيد الحديث-: ١٩١ برقم (٣٤٢): وأسانيدها ضعيفة؛ لكن اجتماعها يكتسب قوة، والمعنى صحيح. وقال الألباني في السلسلة الصحيحة ٤/ ٣٩٥ برقم (١٧٨٨): وبالجملة فالحديث بمجموع طرقه حسن عندي والله أعلم.
(٣) كتاب الزهد للإمام أحمد، تحقيق: محمد السعيد بسيوني زغلول، دار الكتاب العربي، بيروت، ط ١: ١٩٨.

<<  <   >  >>