للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتوكيده" (١).

وقال ابن القيم - رحمه الله -: " والمقسم عليه يراد بالقسم توكيده وتحقيقه فلابد أن يكون بما يحسن فيه ذلك كالأمور الغائبة والخفية إذا أقسم على ثبوتها فأما الأمور الظاهرة المشهورة كالشمس والقمر والليل والنهار والسماء والأرض فهذه يقسم بها ولا يقسم عليها" (٢).

ويتنوع القسم بالآيات الكونية حسب تنوعها من آيات فلكية وآيات زمنية وآيات جوية (٣).

قال تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (٧٥) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ} (٤).

وهذا القسم بهذه الآيات من باب التعظيم والتكريم لهذه المخلوقات وأنها شواهد ودلائل على عظمة الخالق وقدرته وتوحيده.

قال ابن كثير - رحمه الله - عند تفسير قوله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ} (٥): "والذي عليه الجمهور أنه قسم من الله - عز وجل -، يقسم بما شاء من خلقه، وهو دليل على عظمته" (٦).


(١) الإتقان في علوم القرآن: ٤/ ٤٦.
(٢) انظر: مجموع الفتاوى: ١٣/ ٣١٤، والتبيان في أقسام القرآن لابن القيم، تحقيق: محمد زهري النجار، المؤسسة السعيدية، الرياض: ١/ ٤٦.
(٣) انظر: منهج القرآن الكريم في عرض الظواهر الكونية: ١٦٤.
(٤) الواقعة: ٧٥ - ٧٦.
(٥) الواقعة: ٧٥.
(٦) تفسير ابن كثير: ٤/ ٣١٩، وانظر: الإتقان في علوم القرآن: ٤/ ٤٦.

<<  <   >  >>