للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولذلك يقسم الله بهذه الآيات الكونية على أمور عظيمة (١)، ومن ذلك القسم بالزاجرات - وهي الملائكة- تزجر السحاب، وعلى القول الأخر فأنه قسم بالصافات - وهي الطير تصف أجنحتها في الهواء - (٢)، والسحاب والطير من آيات الله الكونية أقسم بها على التوحيد، قال تعالى: {وَالصَّافَّاتِ صَفًّا (١) فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا (٢) فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا (٣) إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ} (٣).

وعلى أن القرآن الكريم حق وصدق ومنزل من عند الله قال تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (٧٥) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (٧٦) إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (٧٧) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (٧٨) لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (٧٩) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (٤).

وعلى أن محمداً - صلى الله عليه وسلم - صادق القول وأن كلامه وحي من الله، قال تعالى: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (١) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (٢) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (٣) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} (٥).

والقسم بهذه الآيات الكونية على نمط جلي واضح، وهو القسم بالظاهرة وأحوالها المنتظمة الدالة على عظمة خالقها، ومشيئته وحكمته ليفرد بالتأله والعبادة كما أفرد بالربوبية، ومن ذلك قسمه سبحانه بالليل في جميع أحواله قال تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ} (٦)، وقال تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ} (٧)، وقال تعالى: {وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ} (٨)، وقال تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ}


(١) انظر: منهج القرآن الكريم في عرض الظواهر الكونية: ١٥٧ - ١٥٨.
(٢) انظر: تفسير القرطبي: ١٤/ ٦١، وتفسير ابن كثير: ٧/ ٥.
(٣) الصافات: ١ - ٤.
(٤) الواقعة: ٧٥ - ٨٠.
(٥) النجم: ١ - ٤.
(٦) المدثر: ٣٣.
(٧) التكوير: ١٧.
(٨) الانشقاق: ١٧.

<<  <   >  >>