وأما جهة الجنوب فلما كان افراط الحر مانعا من كون العمارة في الموضع كما ان افراط البرد مانع منها أيضا، كان أشد المواضع حرا هو الموضع الذي يجتمع فيه الى مسامته الشمس أياه دنوها منه وانحطاطها عليه وهذا الموضع فهو من وراء خط الاستواء بواحد وعشرين جزءا وخمس وثلاثين دقيقة في الجنوب، حيث مسامته الشمس وهي في غاية دنوها الى الارض وذلك اذا كانت من الابراج الجنوبية في خمس درج ونصف من القوس. وقد ذكر بطليموس عن «١٩» رسله ومن وافق عليه من تقدمه ان نهاية ما وجدوه من العمارة في الجنوب وراء خط الاستواء ستة عشر «٢٠» جزاء وربع وسدس وهذا الموضع فالشمس بسامته اذا كانت في ثلاث عشرة درجة من العقرب فبين الموضع الذي أتت الاخبار ببلوغ العمارة اليه وبين ما أوجب الاستدلال بمجرى الشمس منه يسير، يجوز أن تكون العمارة لم يتجاوز للتشابه بينه وبين الموضع المتقدم ذكره بالمجاورة فاذ قد وضح من الارض مبلغ أقصى العمارة من جهتي الشمال والجنوب ما وضح بالدليل الذي وافقته الاخبار فلنذكر كيف قسم المعمور من الارض.