بوحي قد نزل لم يكن عرفه فانطلق الى النبي صلى الله عليه «١٠» ، فاستعفاه منها وذكر انها تشغله عنه وانه لا حاجة له بها «١١» ، هذه سبيله فارتجعها صلى الله عليه «١٢» منه فقال له الزبير: اقطعنيها يا رسول الله فأقطعه أياها.
وأما اقطاعة عليه السلام «١٣» ابيض بن حماد المازني الملح الذي بمأرب فأن ابيض بن حماد كان استقطع الملح الذي بمأرب فأقطعه رسول الله صلى الله عليه «١٤» أياه فلما ولى، قيل له يا رسول الله انما اقطعته الماء العد «١٥» فارتجعه منه لانه انما اقطعه ذلك وهو عنده أرض موات يحييها فلما تبين انه ماء عد ارتجعه، وقال أبو عبيد القاسم بن سلام: ان الماء العد هو الذي له مواد تمده مثل العيون والابار، وسنه النبي عليه السلام، ان الناس جميعا شركاء في الكلأ والماء والنار. وأما أقطاعه عليه السلام، بلال بن حارث العقيق «١٦» وهو من المدينة التي أسلم أهلها عليها راغبين في الاسلام غير مكرهين عليه فأنه لم يأت في الاقطاع أعجب من هذا ووجه ما روي عن ابن عباس: من أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة جعلوا له كل أرض