لا يبلغها الماء ليصنع بها ما شاء. وقال، بعض الرواة: انه انما أقطع بلال بن الحارث العقيق لان العقيق من أرض مزينة ولم تكن لاهل المدينة قط.
وأما اقطاع عثمان بن عفان، عثمان بن العاص الثقفي الارض التي تعرف بشط عثمان بالبصرة، فان البصرة كلها كانت يومئذ سباخا فأقطعه أياها فاستخرجها وأحياها. والسباخ موات ان كانت لا تنبت الا بعلاج، وكذلك الارض يغلب عليها الغياض والاجام، وكذلك الارض التي يركبها الماء ويقيم فيها حتى يحول بين الناس وبين أزدراعها والانتفاع بها كالبطائح فان جميع ذلك اذا عولج حتى يصلح للازدراع جرى مجرى المستحيا من الموات الذي يقع عليه الاقطاع وقد اقطعت الائمة من ذلك أجمع ومما كان لهم خالصا من الضياع التي ورثوها وملكوها بوجه من وجوه الملك.
ومن الارضين التي كان عمر بن الخطاب أصفاه من السواد أصناف عشرة، حفظ منها أرض من قتل في الحرب، وكل أرض كانت لكسرى، وكل أرض كانت لاهل بيته وخاصته وكل دير بريد وكل مغيض ماء وأرض من هرب من المسلمين، وكان ارتفاع ذلك في السنة سبعة آلاف «١٧» ألف درهم فلما كان يوم الجماجم وأحرق الديوان وثب كل قوم على ما يليهم فأضافوه الى أرضهم. فلما قام عثمان بن عفان، رأى ان عمارة ذلك أردّ على المسلمين من تعطيله فأعطاه من رأي اعطاءه أياه ليعمروه ويؤدوا ما يجب للمسلمين فيه. وهذه هي أرضون القطائع بالسواد.