أجد الحلف واصلح بين الناس فقال أبو بكر «٤٥» : قطع الله ما كان منه متصلا وابلى ما كان منه جديدا، فقال أبو سفيان: ما رأيت شاهد عشيرة شرا منك فانطلق الى فاطمة، فقالت له: ألق عليا، فلقيه فذكر له مثل ما ذكر لابي بكر، فقال له:«أنت سيد قريش فأجد الحلف واصلح بين الناس» فضرب أبو سفيان يمينه على شماله، وقال:«قد جددت الحلف واصلحت بين الناس» . ثم انطلق حتى أتى مكة. وقد كان النبي عليه السلام «٤٦» ، قال: ان أبا سفيان قد أقبل وسيرجع راضيا بغير قضاء حاجة، فلما رجع الى أهل مكة أخبرهم الخبر، فقالوا:«تالله ما رأينا أحمق منك ما جئتنا بحرب فنحذر ولا بسلام فنأمن» . وجاءت خزاعة تشكوا ما أصابهم فقال رسول الله:«اني قد أمرت بأحدى القريتين، مكة، والطائف»«٤٧» . وخرج في أصحابه فقال:«اللهم اضرب على آذانهم فلا يسمعوا حتى نبغتهم «٤٨» بغتة» . وأغذ السير «٤٩» حتى نزل (مر الظهران) وقد كانت قريش، قالت:
لابي سفيان، ارجع، فلما بلغ [مر]«٥٠» الظهران رأى النيران والاخبية، قال: ما شأن الناس كأنهم أهل عرفة، وغشيته خيول رسول الله فأخذوه