للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عرضوا لعيره، واسمه دافيروز «١٣٩» بن جشيش، بالزارة «١٤٠» ، وانظم اليه مجوس كانوا تجمعوا بالقطيف وامتنعوا من اداء الجزية، فأقام العلاء على الزارة فلم يفتحها في خلافة أبي بكر وفتحها في خلافة عمر، وذلك ان رجلا خرج منها مستأمنا فدل على شرب القوم وهو من العين الخارجة من الزارة، فسدها العلاء فلما رأوا ذلك صالحوه على ان له ثلث المدينة وثلث ما فيها من ذهب وفضة، وعلى ان يأخذ النصف مما كان لهم خارجا. وأتى الاخينس العامري، العلاء، فقال له: انهم لم يصالحوك عن ذراريهم وهم «١٤١» بدارين ودله كراز النكري على المخاضة اليهم، فلم يشعر أهل دارين الا بالتكبير، فخرجوا فقاتلوهم من ثلاثة أوجه، فقتلوا مقاتلتهم، وحووا الذراري والسبي، فلما رأى المكعبر «١٤٢» ذلك أسلم، وبارز البراء ابن مالك، مرزبان الزارة فطعنه فوق صلبه وصرعه، ثم نزل اليه فقطع يديه وأخذ سواريه ويلقما كان عليه ومنطقة فخمسه عمر لكثرته وكان أول سلب خمس في الاسلام. ولم يزل العلاء على البحرين حتى توفي سنة عشرين، فولى عمر بن الخطاب مكانه أبا هريرة الدوسي، ويروى ان عمر ولي أبا هريرة قبل موت العلاء، فأتى العلاء توج من أرض فارس عازما على المقام بها، ثم رجع الى البحرين فمات هناك، ويروى عن أبي هريرة، انه قال استعملني عمر على البحرين فاجتمعت لي اثنا عشر ألفا، فلما قدمت عليه، قال لي: يا عدو الله وعدو كتابه، سرقت مال الله، فقلت: لست بعدو الله ولا لكتابه، ولكني عدو من عاداهما، ولكن خيلا تناتجت وسهاما اجتمعت، قال: فأخذ مني اثنى عشر ألفا.

<<  <   >  >>