من الفقهاء، وأقبلوا على النصارى فسألوهم أن يعرضوا منها رد جميع كنائسهم بالغوطة التي أخذت منهم عنوة، وصارت في أيدي المسلمين، على أن يصفحوا عن كنيسة يوحنا ويمسكوا عن المطالبة بها، فرضوا بذلك وأعجبهم، فكتب به [الى]«٢١٢» عمر فسره وأمضى الامر فيه، وفي المسجد الجامع في الرواق القبلي مما يلي المئذنة، كتاب في رخامة بقرب السقف (مما أمر ببنائه أمير المؤمنين الوليد، سنة ست وثمانين) .
وكانت الجزية بالشام في بدئ الامر على كل جمجمة جريبا، ودينارا، حتى وضعها عمر بن الخطاب على أهل الذهب أربعة دنانير، وعلى أهل الورق أربعين درهما ثم جعلهم طبقات على قدر غنى الغني واقلال المقل وتوسط المتوسط وكانت اليهود بالشام كالذمة للنصارى يؤدون اليهم الخراج فدخلوا في الصلح معهم. ثم أتى يزيد بن أبي سفيان بعد فتح مدينة دمشق. وصيدا وعرقة وجبيل، وبيروت، وهي سواحل دمشق وعلى مقدمته أخوه معاوية ففتحها فتحا يسير وجلا كثيرا من أهلها وتولى فتح عرقة معاوية نفسه ثم ان الروم غلبوا على بعض هذه السواحل في آخر خلافة عمر وأول خلافة عثمان فقصد لهم معاوية حتى فتحها ثم رمها وشحنها بالمقاتلة وأقطعهم القطائع.
وقالوا: لما استخلف عثمان وولى معاوية الشام وجه معاوية، سفيان «٢١٣» بن مجيب الازدي الى طرابلس وكانت ثلاثة مدن مجتمعة فبنى في مرج على أميال منها حصنا سمى حصن سفيان، وقطع المادة عن أهلها من البحر وغير البحر وحاصرهم فلما اشتد عليهم الحصار اجتمعوا في أحد