وحكى أبو عبيد القاسم بن سلام، ان حسان بن مالك خاصم عجم أهل دمشق في كنيسة اقطعه، كل واحد من الامراء أياها، فقال عمر «٢٠٧» : ان كانت من الخمس العشرة الكنيسة التي في عهدهم فلا سبيل لغيرهم عليها.
وقالوا: انه لما ولى معاوية بن أبي سفيان، أراد أن يزيد كنيسة يوحنا في المسجد الجامع بدمشق، فأبى النصارى ذلك فأمسك، ثم طلبها عبد الملك بن مروان في أيامه لمثل ما كان طلبها معاوية، وبذل لهم مالا، [فأبوا أن يسلموها اليه، ثم ان الوليد بن عبد الملك جمعهم في أيامه وبذل لهم مالا]«٢٠٨» عظيما، على ان يعطوه أياها فأبوا، فقال: لئن لم تفعلوا لاهدمنها، فقال بعضهم «٢٠٩» : يا أمير المؤمنين، ان من هدم كنيسة جن، فأحفظه ذلك حتى دعا بمعول فجعل يهدم بعض حيطانها بيده، وكان عليه قباء خز أصفر ثم جمع المفعلة والنقاضين فهدمها وأدخلها في المسجد.
فلما استخلف عمر بن عبد العزيز شكى اليه النصارى ما فعله الوليد، فكتب الى عامله يأمره برد ما زيد في المسجد منها عليهم، فكتب اليه، ان أهل دمشق قد كرهوا ذلك، وقالوا: يهدم «٢١٠» مسجدنا بعد ان أذنا فيه وصلينا ويرد بيعة، وفيهم يومئذ سليمان بن حبيب المحاربي «٢١١» وغيره