موضع النحاسين بدمشق الذي يسمى البريص، وذكره حسان بن ثابت في شعره فقال «٢٠١» :
يسقون من ورد البريص «٢٠٢» عليهم ... كأسا يصفق بالرحيق السلسل «٢٠٣»
وقد روى، ان الروم أخرجوا ميتا لهم من باب الجابية «٢٠٤»[ليلا] ، وقد أحاط بجنازته خلق من شجعانهم وكماتهم، وأنصب سائرهم الى الباب، فوقفوا عليه ليمنعوا المسلمين من فتحه ودخوله الى رجوع أصحابهم من دفن الميت، وطمعوا في غفلة المسلمين عنهم وان المسلمين بدروا بهم، فقاتلوهم على الباب أشد قتال وأبرحه، حتى فتحوه في وقت طلوع الشمس، فلما رأى الاسقف، ان أبا عبيدة قد قارب دخول المدينة، بدر الى خالد فصالحه وفتح [له]«٢٠٥» الباب الشرقي، فدخل [و]«٢٠٦» الاسقف معه ناشرا كتابه الذي كتبه له، فقال بعض المسلمين: والله ما خالد بأمير فكيف يجوز صلحه، فقال أبو عبيدة: انه يجيز على المسلمين أدناهم، وأجاز صلح خالد وأمضاه، ولم يلتفت الى ما فتح عنوة فصارت دمشق كلها صلحا.
وكتب بذلك الى عمر فأنفذه وفتحت أبواب المدينة فالتقى القوم جميعا.