الحصن كنيسة جعلت هريا وكانت الطوالع من انطاكية تطلع عليها في كل عام، فتشتوا بها، ثم تنصرف، وعدة من كان يطلع اليها ألف وخمسمائة رجل الى ألفين، قالوا: وشخص عمر بن العزيز حتى نزل هرى المصيصية، وأراد هدمها لانه خاف أن يحاصرها الروم ومن بها فاعلمه الناس انها انما عمرت لتدفع عن انطاكية، فانه ان أخربها لم يكن للعدو ناهية دون انطاكية.
ثم بني هشام بن عبد الملك ربض المصيصية. وبنى مروان بن محمد الحصون «٢٥٦» في شرقي جيحان وبنى عليها حائطا وأسكنها قوما من الفرس، والصقالبة، والانماط، والنصارى، وجعل حواليها خندقا وعليها بابا من خشب.
ثم لما استخلف أبو العباس فرض بالمصيصية لاربعمائة رجل زيادة في شحنتها وأقطعهم. فلما استخلف المنصور فرض لاربع مائة رجل آخرين.
ثم لما دخلت سنة تسع وثلاثون ومائة، أمر بعمران مدينة المصيصية وكان حائطها متشعثا من الزلازل، وأهلها قليلون في داخل المدينة، فبنى سورها وأسكنها أهلها سنة أربعين ومائة، وسماها المعمورة وبنى فيها مسجدا جامعا في موضع هيكل كان فيها، ونقل أهل الحصون الى المدينة، وأعطاهم خططا بها ومنازل عوضا من منازلهم.
ولما استخلف المهدي فرض بالمصيصة لالفي رجل، ولم يقطعهم لانها قد كانت شحنت بالجند والمطوعة، ولم تزل الطوالع تأتيها من انطاكية في كل عام، حتى كثر من بها وقووا في خلافة المهدي. وبنى الرشيد كفربيا وحصنها بخندق، ثم رفع الى المأمون في غلة كانت على منازلها فأبطلها، وكانت منازلها كالخانات. وأمر بأن يبنى عليها سور، فما استتم حتى توفي فقام المعتصم [بالله]«٢٥٧» بتمامه وتشريفه، وكان الذي بنى حصن