أمرها على يد [فرج]«٢٦٥» أبي سليم الخادم فوكل أبو سليم ببنائها وتوجه الى مدينة السلام فأنهض الندبة الاولى من أهل خراسان وهم ثلاثة آلاف رجل فوردوا طرسوس ثم أشخص الندبة الثانية وهم ألفا رجل منهم من أهل المصيصية ألف رجل، ومن أهل انطاكية ألف رجل على زيادة لكل رجل في أصل عطائه عشرة دنانير، فعسكروا مع الندبة الاولى بالميدان على الباب المعروف بالجهاد في أول يوم من المحرم سنة اثنتين وسبعين ومائة الى ان استتم بناء طرسوس وتحصينها وبناء مسجدها ومسح فرج ما بين النهر الى النهر فبلغ ذلك أربعة آلاف خطة كل خطة عشرون ذراعا في مثلها واقطع أهل طرسوس الخطط وسكنتها، الندبتان في شهر ربيع الاخر سنة اثنتين وسبعين ومائة.
ولما كانت سنة ثمانين ومائة أمر الرشيد بابتناء مدينة عين زربة وتحصينها وندب اليها ندبة من أهل خراسان وغيرهم وأقطعهم بها المنازل ثم لما كانت سنة ثلاث وثمانين ومائة، أمر ببناء الهارونية. فبنيت وشحنت أيضا بالمقاتلة ومن نزح من المطوعة ونسبت اليه.
قالوا: وكانت الكنيسة السوداء من حجارة سود بناها الروم على وجه الدهر ولها حصن قديم أخرب فيما أخرب، فأمر الرشيد بناء الكنيسة السوداء وتحصينها وندب اليها المقاتلة على زيادة في العطاء.
قالوا: وكانت بالثغور ايغارات قد أبطلت وتحيفت أكثر ما يرتفع من أعشارها وأمر المتوكل على الله في سنة ثلاث وأربعين ومائتين بابطال تلك الايغارات فأبطلت.