والاعشار بديار ربيعة، وكور البرية فهي أعشار ما أسلمت عليه العرب، أو عمرته من الموات الذي لم يكن في يد أحد، أو رفضه النصارى فمات [وغلب]«٢٨٢» عليه الدغل فأقطعه قوم، واستحيا بعضه آخرون فحصل أمر الجزيرة على ان مدائنها كلها صلحا وأرضوها عنوة الا الخلاف في رأس العين بالثغور٢٨»
الجزرية.
لما استخلف عثمان بن عفان جمع لمعاوية الى الشام الجزيرة وولاية ثغورهما وأمره أن يغزو شمشاط وهي أرمينية الرابعة أو يغزيها فوجه معاوية اليها حبيب بن مسلمة الفهري، وصفوان بن المعطل «٢٨٤» السلمي، ففتحها بعد أيام من نزولهما عليه على مثل صلح الرها، وأقام صفوان بها وتوفي فيها في آخر خلافة معاوية. ولم تزل شمشاط خراجية على مثل ما عليه بلد الجزيرة الى أن صيرها المتوكل على الله عشرية، أسوة غيرها من سائر الثغور. وغزا صفوان حصن كمخ بعد في سنة تسع وخمسين وهي السنة التي مات فيها ومعه عمير بن الحباب السلمي، فعلا عمير سور كمخ ولم يزل يجالد عليه حتى كشف الروم وصعد المسلمون ففتحه لعمير بن الحباب، وبذلك كان يفخر ويفخر له. ثم غلبت الروم على هذا الحصن بعد ذلك ولم يزل يفتحه وتغلب الروم عليه، الى ان كانت سنة تسع وأربعين ومائة، فان المنصور شخص عن بغداد حتى نزل حديثة الموصل، ثم أغزى منها الحسن بن قحطبة وبعده محمد بن الاشعث، وجعل عليهما العباس بن محمد وأمره أن يغزوا كمخ فمات محمد بن الاشعث بآمد، وسار العباس، والحسن، حتى صار الى ملطية «٢٨٥» فحملا منها الميرة،