للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بلاد الروم [مساكن ونزلوها وملطية حينئذ خراب ليس فيها الا الارمن والنبط والنصارى الذين قدمنا خبرهم وكانت تأتيهم طالعة من جند الجزيرة في الصيف فيقيمون بها الى أن] «٢٨٩» تسقط الثلوج فاذا كان ذلك قفلوا فلما ولى عمر بن عبد العزيز رحل أهل «٢٩٠» طرندة اشفاقا عليهم من العدو، فاحتملوا وهم كارهون. ثم خرجت الروم عند تولى هشام ابن عبد الملك الى ملطية فغزا هشام سنة ثلاث وعشرين ومائة وعسكر على ملطية حتى بنيت ولما كانت سنة ثلاث وثلاثين ومائة أقبل قسطنطين طاغية الروم عامدا ملطية حتى حصر من فيها فوجهوا رسولا يستعرضون عامل الجزيرة وهو موسى بن كعب، وكان بحران، فلم يمكنه اصراخهم لشغل بني أمية كان بأمر المشورة، فلما وقف طاغية الروم على ذلك وضع عليها المجانيق حتى اذا جهدهم البلاء نزلوا على الجلاء وحملوا معهم ما خف عليهم حمله وألقوا كثيرا مما ثقل عليهم في الابار والمخابئ وخرجوا وقد قام لهم الروم صفين من باب المدينة الى منقطع اخرهم مخترطي سيوفهم وطرف «٢٩١» سيف كل واحد منهم مع طرف سيف الذي يقابله حتى كأن سيوفهم عقد قنطرة ثم شيعوهم حتى بلغوا مآمنهم فتوجه المسلمون نحو الجزيرة وتفرقوا فيها وهدم الروم ملطية فلم يبقوا منها الا هريها، فأنهم شعثوا منه شيئا يسيرا وهدموا حصن قلوذية فلما كانت سنة تسع وثلاثين [ومائة] «٢٩٢» وجه المنصور عبد الوهاب بن ابراهيم الامام واليا

<<  <   >  >>