للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما زبطرة فكانت على ما حكوا، حصنا قديما روميا، ففتح مع حصن الحدث «٢٩٨» القديم، فتحه حبيب بن مسلمة الفهري، وكان قائما الى ان أخربته الروم في أيام الوليد بن يزيد فبنى بناء غير محكم. ثم أناخت الروم عليه في أيام فتنة مروان بن محمد فهدمته فبناه المنصور، ثم خرجوا اليه فشعثوه فبناه الرشيد على يد محمد بن ابراهيم وشحنه، فلما كانت خلافة المأمون طرقه الروم فشعثوه وأغاروا على سرح أهله فأستاقوه، فأمره المأمون بمرمته وتحصينه. ثم خرجت الروم الى زبطرة في خلافة المعتصم بالله فقتلوا الرجال، وسبوا النساء، وأخربوها فاحفظه ذلك فغزاهم حتى بلغ من بلادهم عمورية «٢٩٩» ، ففتحها وقتل وسبى وأمر ببناء زبطرة فلم تعد، وبنيت في مواضع منها حصون ينسب اليها. وأما حصن منصور [فان الذي تولى بناءه منصور بن جعونة بن الحارث العامري، من قيس فنسب اليه وكان] «٣٠٠» منصور هذا مقيما بتلك الناحية أيام مروان ابن محمد في خيل كثيفة من أهل الشام والجزيرة. ثم اتهم بغش الاسلام، فلما قدم المنصور الرقة من بيت المقدس سنة احدى وأربعين ومائة وجه اليه من أتاه به فضربت عنقه بالرقة ثم انصرف الى الهاشمية بالكوفة، وكان الرشيد بنى حصن منصور وشحنه في خلافة المهدي.

وأما المرج المعروف بعبد الواحد على باب حصن منصور، فكان حمى للمسلمين قبل أن يبني الحدث وزبطرة فلما بنيتا استغنى بهما فعمر وضمه «٣٠١» الحسين الخادم الى الاحواز في خلافة الرشيد ثم توثب الناس عليه فغلبوا على مزارعه حتى قدم عبد الله بن طاهر الشام فرده الى الضياع،

<<  <   >  >>