للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما الحدث فيقال: ان حصنها مما كان فتح أيام عمر فتحه حبيب ابن مسلمة من قبل عياض بن غنم، وكان معاوية يتعهده بعد ذلك وكان بنو أمية يسمون درب الحدث (درب «٢٩٤» السلامة) تطيرا منه، لان المسلمين كانوا أصيبوا به. وقال آخرون: انما سمي الحدث لان المسلمين لقوا بدرب الحدث غلاما حدثا فقاتلهم في اصحابه فقيل درب الحدث. ولما كانت سنة اثنتين وستين ومائة وجه المهدي الحسن بن قحطبة غازيا خرج من درب الحدث فساح في بلد الروم وثقلت وطأته عليهم حتى صوروه في كنائسهم، فيقال: انه نظر الى موضع مدينتها وأخبر ان ملك الروم كان قد خرج من ذلك الدرب فلما انصرف كلم المهدي في بنائها «٢٩٥» ، وبناء طرسوس، فأمر بتقديم بناء الحدث فأنشأها علي بن سليمان بن علي وهو على الجزيرة وقنسرين، وتوفي [المهدي سنة تسع وستين ومائة مع فراغهم من بنائها وسمت] «٢٩٦» المهدية والمحمدية، وكان أول بنائها باللبن. وفرض محمد فيها لاربعة آلاف وأسكنهم أياها من أهل خراسان والشام والجزيرة، وهجم الشتاء بعد وفاة المهدي وتقلد موسى وكثرت الامطار والثلوج فشعثتها وثلمت سورها، ونزلت الروم بها فتفرق عنها من كان فيها من جندها وغيرهم، وبلغ الخبر موسى فقطع بعثا مع المسيب بن زهير «٢٩٧» ، وبعثا مع روح بن حاتم، وبعثا مع حمزة بن مالك فمات موسى قبل أن ينفذوا. ثم ولى الرشيد فأمر ببنائها وتحصينها وشحنها واقطاع مقاتليها المساكن والقطائع.

<<  <   >  >>